“المجلس الانتقالي الجنوبي يصدر بياناً هاماً، موجهاً الى الشعب”
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان موجه الى الشعب الجنوبي في الداخل والخارج
أيها الشعب الجنوبي العظيم،
نقف جميعاً اليوم أمام جملة من التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية تجسدها الأحداث المتسارعة على الساحة الوطنية الجنوبية وما تمر به العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية المحررة من أزمة اقتصادية خانقة، تستدعي موقفاً جنوبياً وطنياً موحداً، بالإضافة الى ملف قضية الجنوب وما توصلنا له من خلال لقاءاتنا الاخيرة مع الأمم المتحدة ممثلة بالمبعوث الخاص للأمين العام السيد مارتن غريفيث. وعليه نود اطلاعكم على ما يلي: –
بذل المجلس الانتقالي الجنوبي جهود سلمية كبيرة، شرح من خلالها لمختلف الاطراف الإقليمية والدولية الفاعلة وذات العلاقة وضع القضية الجنوبية، ونقل تطلعات الشعب الجنوبي واهدافه المتمثلة في ايجاد حلً عادلاً يختاره ويقرره الشعب الجنوبي دون سواه، ولقد أحرزنا تقدماً جيداً في ذلك. وبعد تداولات عده، التقينا بالسيد مارتن غريفيث للمرة الثانية في الاردن حيث أوضح خلال اللقاء انه نجح في ادراج قضية الجنوب ضمن اولويات عملية السلام نتيجة للواقع الذي يستدعي ذلك، وتحدث مكتبه عن ضرورة ان يكون الجنوبيون طرفاً رئيسياً من بداية أي مفاوضات، غير ان المبعوث الخاص تفاجأ بموقف من الرئيس هادي عبر له فيه عن رفضه التام لأي حضور لقضية الجنوب على طاولة المفاوضات في جنيف، وبشكل صريح أكد هادي ان الشرعية ستنسحب من طاولة المفاوضات إذا تم ادراج قضية الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي فيها. وكذا كان شرط الحوثيين أيضاً للحضور الى جنيف. وعليه فإننا نؤكد على التالي: –
– لم نكن متسببين في هذه الحرب، الا انها فرضت علينا، وأصبحنا طرفاً رئيسياً فيها ولا يمكن ايقافها بدوننا، والمبعوث الخاص ابتعد عن الطريق المعقول للحل نتيجة ضغط الشرعية والحوثي، لذلك فان السيد مارتن غريفيث يتحمل كامل المسؤولية المترتبة على المرحلة القادمة.
– أي مشاورات أو مفاوضات لا نكون طرفاً فيها فإننا غير ملزمين بأي مخرجات او التزامات يتم الاتفاق عليها في هذه المشاورات او المفاوضات من قبل أطراف ليست موجودة على الأرض، ولا تمثل تطلعات اهلها، ولن يتم تطبيق اي نتائج على أرض الواقع.
– ندعو جماهير شعبنا الجنوبي العظيم، الى التعبير عن رفضهم ومقاطعتهم لأي مشاورات او مفاوضات يتم فيها القفز على تطلعاتهم وتعمد تغييبهم وتهميش تاريخهم والغاءه. وندعوهم الى الخروج في كل مناطق الجنوب للتعبير عن ذلك بكل الطرق السلمية، وسيتم تحديد المكان والزمان عبر القيادة المحلية للمجلس في كل محافظة.
– نؤكد على ان استمرار اي محاولة للقفز على الواقع في الجنوب، او الالتواء على قضية شعب الجنوب وتضحياته لن يكون مصيرها الا الفشل.
– ندعو كل القيادات الجنوبية في الداخل والخارج الى تحديد موقفاً واضحاً امام شعب الجنوب مما يجري.
– نؤكد لدول التحالف العربي اننا وبقدر التزامنا معهم في مساندتهم لدحر ذراع إيران في المنطقة، فإننا سندافع وبكل الوسائل عن قضيتنا الوطنية وشعبنا الجنوبي الصابر ومستقبلنا السياسي من عبث الشرعية وتهديدات جماعة الحوثي.
أيها الشعب الجنوبي العظيم
أن هذه الأزمة المدمرة والمتعمدة التي تجتاح الجنوب ما هي الا نتاج استمرار الفشل في حكومة الفساد، وما هدفها الا اخضاع الجنوبيين ودفعهم الى التنازل عن كل احلامهم العادلة وتطلعاتهم المشروعة، خاصة وان هذا الفساد لا يُمارس الا في الجنوب، ولا تتم مقاومته الا في الجنوب. وعليه نود التأكيد على ما يلي: –
– تأكيدنا على حق الشعب الجنوبي في التعبير السلمي عن رفضه وغضبه ونؤكد وقوفنا ودعمنا ومشاركتنا بشكل كامل الى جانب الشعب صفاً واحداً، ونتبنى وبكل مسئولية مطالب الشعب بكافة الطرق والوسائل السلمية. سنحمي الشعب وندافع عنه، ولن نسمح بالمساس بالمتظاهرين أو التعرض لهم بأي شكل من الاشكال، وندعو أبناء شعبنا الى الحفاظ على مؤسساتهم الوطنية.
– يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي على استمرار التحركات الشعبية السلمية، ويؤكد على بقاء جميع الخيارات مفتوحة، وندعو الشعب الجنوبي العظيم ان يكون على أهبة الاستعداد.
وختاماً لما سبق، نوجه التحية لكل أبناء شعبنا الجنوبي الصابر والمرابط في الجبهات وفي الساحات
الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار
الشفاء التام للجرحى والحرية لأسرانا الأبطال
المجد والخلود لشعبنا الجنوبي الباسل
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العاصمة عدن
3 سبتمبر 2018م